 |
من مظاهرات طلاب وأساتذة جامعة القاهرة لتطهير الجامعة في الفصل الدراسي الماضي |
منذ لحظة إسقاط الدكتاتور المخلوع مبارك في 11 فبراير الماضي رفع الثوار شعار "الشعب يريد تطهير البلاد" كتعبير واضح عن إدراكهم بأن النظام لم يسقط بعد -حتى وإن قطعت رأسه- .. وبإصرار شديد يستمر المجلس العسكري في محاصرة الثورة منذ أن تسلم إدارة شؤون البلاد، ساعياً إلى تفريغها من مضمونها وتحويلها إلى شعار أجوف، عبر إجراء بعض التغييرات الشكلية للنظام مع تجنب إحداث أي تغيير حقيقي في السياسات على أرض الواقع.
فالمجلس قام بعرقلة عملية التطهير التي يطالب بها الثوار في كل أجهزة الدولة بلا استثناء (القضاء والداخلية والخارجية والإعلام ..الخ)، وحتى حينما لم يستطع مقاومة الضغط من أجل التطهير كما هو الحال في المحليات واتحاد العمال مثلاً.. قام بالتصديق على قرارات بحلهما مع تعيين معظم أعضاء اللجان المؤقتة لإدارتها من فلول نظام مبارك!!
والحال في جامعاتنا لا يختلف.. فمنذ أول يوم دراسي بعد بداية الثورة اعتصم طلاب وأساتذة الجامعات وتظاهروا مطالبين بتطهير جامعاتهم من فلول النظام البائد والمتمثلين في رئيس وأمين كل جامعة، وعمداء ووكلاء وأمناء الكليات ونوابهم. كما طالبوا بإسقاط الهياكل الإدارية الفاسدة التي تم تعيينها بواسطة مباحث أمن دولة مبارك، واستبدالها بمجالس إدارة انتقالية نزيهة من أعضاء هيئات التدريس المستقلين والغير مرتبطين بالنظام البائد.
على أن تشرف هذه المجالس على إلغاء نظام التعيين الذي كرسه نظام مبارك في اختيار إدارات الجامعات، وتضع قواعد ولوائح جديدة تنظم عملية انتخاب حر بين أعضاء هيئات تدريس كل جامعة لاختيار إدارات منتخبة تخضع للمحاسبة والرقابة إن أخطأت.
بالطبع تجاهلت جميع الجهات الرسمية المعنية -بداية من وزارة التعليم العالي مروراً بمجلس الوزراء ووصولاً إلى المجلس العسكري- كافة الاحتجاجات، وفاجأتنا بقرار الإبقاء على فلول نظام مبارك في مناصبهم حتى انتهاء مدتهم القانونية، وذلك رغم الوعود المتكررة من وزير التعليم العالي ورئيس الوزراء للطلاب والأساتذة بأن هؤلاء ستتم إقالتهم قبل بداية العام الدراسي الجديد.
إن إصرار المجلس العسكري ومجلس الوزراء على عرقلة عملية التطهير -في الجامعات وفي غيرها- لا يٌفهم إلا على أنه محاولة مستميتة لإعادة انتاج نظام مبارك مرة أخرى، وهو ما يستحيل أن يسمح به الثوار أبداً.
لقد ثرنا ودفع شعبنا ثمناً باهظاً من دماء أبنائه ليحقق تغييراً شاملاً للنظام وهو ما لن يتحقق إلا عبر تطهير كافة مؤسساتنا من المجرمين الذين ساعدوا مبارك وعصابته على قمع حريتنا و سلب حقوقنا لعقود طويلة.
لقد أعلن أعضاء هيئات التدريس بالجامعات منذ عدة أيام أنهم سيبدأون إضراباً مفتوحاً عن العمل يوم 13 سبتمبر الجاري، وسيتظاهرون احتجاجاً على تجاهل المطالبات بتطهير الجامعات.
نحن ندعم دعوة الأساتذة للإضراب والتظاهر، وندعو زميلاتنا وزملائنا الطلاب لمشاركتنا في الجامعات المختلفة، لنؤكد جميعاً أننا مستعدون لاستكمال ثورتنا وللدفاع عنها حتى النهاية.
الطلاب الاشتراكيون الثوريون
3سبتمبر 2011