هذه الآراء يفندها التاريخ ويكشف زيفها ... حيث يخبرنا تاريخ الحركات الطلابية في مصر والعالم أن الطلبة قد استطاعوا في كثير من الأوقات أن يجبروا الطبقة الحاكمة على الرضوخ لمطالبهم التي كانت بطبيعة الحال مربوطة بمطالب الشعب .
وهنا نعرض بالصور لأحدى أهم المرات التي أجبرت فيها الحركة الطلابية نظاماً حاكماً على الرضوخ لمطالب الجماهير .... هنا نعرض لانتفاضة الطلبة المصريين عام 1968 وذلك خلال احدى أكثر المراحل التي مرت بها مصر ديكتاتورية وعنفاً في مواجهة المحتجين على سياسات الطبقة الحاكمة وهي الحقبة الناصرية .
بعد هزيمة يونيو 1967 كانت الجماهير تغلي وتكاد تنفجر حنقاً على النظام الذي رفع شعارات من نوعية "لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة" و "ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة" .... تلك الشعارات التي لم تجد جماهير الشعب المصري لها أثراً على أرض الواقع فقد انهزم الجيش المصري هزيمة ساحقة لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع تلك الشعارات التي رفعها عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة .
بعد الهزيمة وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي المكتوم حاول النظام تلبيس مسئولية الهزيمة لضباط صغار في سلاح الطيران وقام بمحاكمتهم وكأنهم هم المسئولون المباشرون عن الهزيمة ... تلك المحاولة التي فجرت الغضب الشعبي بدلاً من احتوائه .. فالشعب الذي عشمته شعارات ما قبل الهزيمة بنصر ساحق فوجئ بهزيمة ساحقة ، فتوقع محاكمة المسئولين عن تلك الهزيمة ليفاجأ بمحاكمات هزيلة لضباط صغار وكأنهم هم المسئولين الوحيدين عن الهزيمة .
*********************

*********************
وقد تحركت حشود الطلاب من الجامعات في مظاهرات حاشدة منددين بمحاكمات الطيران ومطالبين بمحاكمة المسئولين الحقيقيين عن الهزيمة وكانت الحركة الطلابية تعكس حالة من الغضب الشعبي على النظام الناصري .
في ذلك الوقت لم يجد النظام حلاً آخر سوى الرضوخ لمطالب الطلبة وتحقيق رغبات الشعب .. وفي خلال أشهر معدودة جرى تغيير طاقم الوزراء بالكامل، وتأسيس وزارة جديدة تولي عبد الناصر رئاستها بنفسه، وفي هذه الوزارة حاول عبد الناصر تقليل عدد الوزراء العسكريين تلبية لنغمة النقد الموجهة للنظام بتقليل الوزراء العسكريين في نظام الحكم، فجعلهم عشرة فقط من بين ثلاثين وزير.
كما اضطر النظام الى اصدار بيان 30 مارس الذي يبلور معظم مطالب الحركة الطلابية وبالطبع أدت الحركة الطلابية التي تعبر عن مطالب شعبية الى اعادة محاكمة قادة سلاح الطيران.
تلك الصفحة من صفحات تاريخ النضال الطلابي المصري كفيلة بالرد على ادعاءت وأباطيل المشككين في قوة الحركات الطلابية وقدرة الطلبة على احداث تغيير .