تعريف بـ (جريدة التضامن العمالي Hawpshti Kre`kari) (هاوبشتي كريكاري) :
هي جريدة اشتراكية عمالية تصدر في كردستان العراق، ويرأس تحريرها أسطه حسين صالح البناء، و تسعى الجريدة التي تواترت على الصدور خلال السنوات الـ( 14) الاخيرة بصورة غير منتظمة إلى تطوير الوعي العمالي الاشتراكي بين العمال وأن تصبح جسراً للتواصل ومركزاً يحتشد حولها النشطاء العماليون بغض النظر عن توجهاتهم السياسية. الجريدة غير حزبية ولكن توجهاتها السياسية هي اشتراكية-عمالية.
نترككم مع الحوار
س: في البداية .... نود من الرفاق التعريف بأنفسهم
نحن مجموعة من الطلاب تعرفنا على الاشتراكية خلال دراستنا الجامعية عن طريق المعارض والنقاشات والفعاليات التي كان الرفاق الأقدم منا يقيمونها في الجامعة.
كانت حركة مناهضة الحرب على العراق هي النواة التي التف حولها الجيل الجديد من الطلاب وشباب النشطاء السياسيين عموماً حيث كانت مظاهرات ميدان التحرير 20 مارس 2003 عرساً شعبياً لإرادة الجماهير بمعنى الكلمة، فمع أول ساعات العدوان على العراق كانت الجماهير قد احتلت ميدان التحرير في أكبر مظاهرة بالعاصمة منذ انتفاضة الخبز في يناير1977 ، وامتزجت الهتافات المعادية للاحتلال باللعنات تنصب من أفواه المقهورين على النظام الحاكم وسياساته المجحفة ورموزه البالية.
بالطبع قام النظام بقمع المظاهرات بشكل وحشي في اليوم التالي وقبض على آلاف المتظاهرين وسيطرت قوات الأمن على الشوارع، الا أن ماحدث في 20 مارس كان قد ألهم الجميع؛ فتكونت حركة يسارية التوجه وسميت بـ "حركة 20 مارس للطلبة وأعضاء هيئة التدريس" بمشاركة طلابية محدودة للغاية، ومع تطورات الأزمة الاقتصادية الطاحنة من ناحية وظهور حركات التغيير الديمقراطي في نهاية 2004 من ناحية أخرى، تطورت الحركة لتضم شريحة أوسع من الطلاب المستقلين وطلاب الفصائل السياسية المختلفة لتتكون حركة طلابية مرتبطة بحركة كفاية سميت بـ "طلاب من أجل التغيير"، الا أنها سرعان ما انهارت متأثرة بإصرار النخب السياسية على تقديم المطالب السياسية على المطالب الاجتماعية؛ وهو ما استوجب وجود فصيل اجتماعي في الحركة يطرح القضايا الاجتماعية أولاً ويقدم رغيف الخبز على بطاقة الانتخاب ومن هنا تطورت الحركة لتفرز التكوين الحالي للطلاب الاشتراكيون.
س: هل لكم ان تصفوا لنا بإختصار أوضاع مصر من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؟
بداية فإن مصر تطحنها أزمة إفلاس النظام الحاكم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ، ونستطيع باختصار أن نوضح بعض جوانب ومظاهر تلك الأزمة فيما يلي على سبيل المثال لا الحصر
اجتماعياً :
*مصر بها - وبأرقام البنك الدولي- نسبة بطالة تصل الى 30% من إجمالي قوة العمل مما يعني أن هناك حوالي 26.7 مليون عاطل عن العمل ويضاف اليهم سنوياً 1.5 مليون عاطل جديد نتيجة سياسات التشريد والفصل ، أضف الى ذلك أن موجات المعاش المبكر قد وصلت بعدد العاملين بالقطاع العام من مليون و13 ألف عامل وموظف في 1991، إلى 320 ألف عامل وموظف في 2007 -حسب تصريحات أحمد نظيف رئيس الوزراء-
*مصر بها 3 مليون شخص يعملون بعقود مؤقتة " من 3 اشهر الى سنتين " و 5مليون يعملون بدون تعاقد اصلا " أُجراء باليومية "
*مصر بها 12 مليون شخص يعيشون فى العشش والمساجد والجراجات والشوارع والمقابر وفوق اسطح المنازل وفى البدرومات
*مصر بها 55 مليون شخص اما يعيشون تحت خط الفقر او على خط الفقر او فوقه ببضع سنتيمترات
و فى المقابل
*تنفق الطبقة الحاكمة المليارات بلا حساب " انظر نفقات قصر الرئاسه والوزراء والمجالس التشريعية والتنفيذية فقط بالموازنة العامة للدولة
*كما تنفًق المليارات ببذخ على بناء القرى والمنتجعات السياحية فى الساحل الشمالى، و مارينا، و شرم الشيخ ، والغردقة، والمساكن الفاخرة ذات الخدمات المتميزة فى المدن الجديدة لمن يملك ثمن الشراء بها -وهو باهظ جداً- وتلك المشاريع تتزايد وتتمدد بدخول مؤسسات عالمية في ذلك السوق مثل داماك DAMAC العقارية والتي كان أحد إعلاناتها يقول "تملك جزيرتك الخاصة "!! في الوقت الذي تنسحق فيه غالبية المصريين تحت خط الفقر بدخل يقل عن دولار واحد يوميا ً!!
*ويكفي مثلاً للأزمة الإجتماعية أن مصر بها شخص واحد، هو أنسي ساويرس، بلغت ثروته في بداية عام (2006 ) 4.8 مليار دولار. وفي الوقت الذي نجد فيه مليون شخص يحصلون على معاش للضمان الاجتماعي - من وزارة التضامن الاجتماعي - تبلغ قيمته 50 جنيها فقط شهريا !!
* في العشوائيات يسكن حوالي 45 % من الشعب المصري حيث توجد أكثر من 35 منطقة عشوائية بالقاهرة الكبرى وحدها.
* يقدر تقرير الأمم المتحدة عدد أطفال الشوارع في مصر بما يزيد عن 100 ألف طفل.
*بالنسبة لأحوال العمال؛ فإنه وبحسب تقرير مؤسسة أولاد الأرض قد تم - خلال شهر واحد فقط هو شهر يونيو 2008- فصل وتشريد 422 عاملا وانتحر عاملين بسبب الفقر وعدم قدرتهم على إعالة ذويهم، كما شهد نفس الشهر أيضاً مصرع وإصابة 28 عاملا نتيجة غياب وسائل الامن الصناعي، ولك أن تقيس على ذلك أوضاع العمال خلال باقي السنة.
* بالنسبة لأحوال الفلاحين فإن الدولة تقود عملية طردهم من أراضيهم بواسطة الهيئة العامة للإصلاح الزراعى، ووزارة الزراعة، وأجهزة الأمن، ومحضرى تنفيذ الأحكام القضائية، فضلا عن محاكم القيم التى تعين الدولة نصف أعضائها وتنتقيهم من خارج الجهاز القضائى لصالح مجموعة من المتنفعين وورثة كبار ملاك الأرض السابقين وعصابات السطو المنظمة على الأراضى ...، ويتمثل ذلك على سبيل المثال لا الحصر فى الحالات الآتية:
1- فلاحى الإصلاح الزراعى الذين وزعت الدولة عليهم الأرض بنظام التمليك ودفعوا ثمنها كاملا فى الوقت الذى امتنعت فيه هيئة الإصلاح الزراعى عن تسليمهم عقود ملكيتها منذ سنوات ودون سبب واضح. ( فى دكرنس و بهوت بالدقهلية- وسمادون بالمنوفية)
2- فلاحى الإصلاح الزراعى الذين يستأجرون الأرض من هيئة الإصلاح الزراعى وينتظرون تثمينها وبيعها لهم استنادا إلى ملابسات توزيعها عليهم من نصف قرن أو على أقل تقدير إبقاءهم فيها طالما يدفعون إيجارها. ( فى قرية الحرية بالدقهلية وميت شهالة بالمنوفية وعزبتي محرم والبارودى بالبحيرة)
اقتصادياً :
بحسب تقارير مؤسسة الأهرام - والتي تقل كثيراً عن الواقع- فإن :
*إجمالي ديون مصر داخلياً وخارجياً تصل الى : 614 مليار جنيه - والواقع أن هناك احصاءات أخرى تصل بالرقم الى 700 مليار جنيه .
* تصل نسبة الفقر الى 35% من الشعب ، يحصلون على أقل من دولار واحد في اليوم.
* نقود مهربة : 300 مليار دولار خرجت من البلاد خلال السنوات العشرين الماضية.
*كان الدولار سنة 1981 وهي بداية حكم مبارك يساوي 85 قرشاً ....ونتيجة لتبني النظام لسياسات الإفقار وأجندة البنك الدولي بالإضافة الى تعويم سعر الجنيه بضغط من جمال مبارك ومجموعة الليبراليين الجدد فوصل الدولار في 2005 الى 6 جنيهات ، وبسبب تدهور الدولار - وليس انتعاش الجنيه المصري- أصبح الدولار يساوي اليوم 5 جنيهات و29 قرشاً سنة 2008 م.
* الانفاق الحكومي لا يتجاوز الـ 10 دولارات للفرد سنوياً.
سياسياً :
لن نتكلم هنا باستفاضة ؛ فالمتابع البسيط للموقف المصري يستطيع أن يرى بأقل مجهود ما تمارسه الطبقة الحاكمة من انتهاكات للحقوق السياسية للمصريين ؛ فسيطرة وديكتاتورية وفساد نخبة حاكمة متعفنة زكمت رائحة إجرامها الأنوف وصلت الى نهاية المدى، ناهيك عن الإعداد لتوريث الحكم لمبارك الإبن ،وتزويرالانتخابات ،وقمع المعارضة ،والاعتقالات،والتعذيب ،وانتهاك حقوق الإنسان، وإلغاء دور النقابات والجمعيات الأهلية ... الخ
س: اطلعنا على مدونتكم فرأينا هناك افلام فيدوية عن مظاهرة قمتم بها داخل الجامعة للدفاع عن عمال المحلة، ما هو منطلقات تضامن الطلبة مع العمال؟ أقصد ما الذي يستوجب تضامن الطلاب كفئة وليس باعتبارهم اشتراكيون (تضامن الاشتراكيين تحصيل حاصل) مع العمال؟
الطلبة لهم وضعهم الخاص في عملية التغيير؛ فهم لا يمثلون طبقة اجتماعية بعينها لكنهم وعلى اختلاف العصور لعبوا دور المجمع للصف الوطني؛ حيث كان الطلاب أصحاب مبادرات سياسية هامة شكلت نقطة تحول في العمل السياسي في مراحل حاسمة من تطوره، فمثلاً انتفاضة الطلاب عام 1935 هي التي فرضت على الأحزاب السياسية المتنافرة تكوين (الجبهة الوطنية) ..، أيضا كان للطلاب ولحركة دعمهم لمطالب العمال الفضل الأكبر في تكوين (اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال) عام 1946، والتي طرحت نفسها كقيادة سياسية بديلة للأحزاب التقليدية.
ونظراً لأن المجتمع المصري على تلك الصورة المأزومة التي أشرنا لها سابقاً فإن انعكاس تلك الأزمة يظهر في تكوين الشريحة الطلابية من المجتمع؛ فمعظم الطلبة -في الجامعات الحكومية- اليوم هم أبناء عمال أو موظفين، وذلك لأن سياسات النظام الحاكم أدت الى تآكل الطبقة الوسطى التي كان معظم طلاب تلك الجامعات يأتون منها ، تلك السياسات دفعت بمئات الآلاف من الطلاب الى أسفل السلم الاجتماعي مع ذويهم نتيجة للزيادة الفاحشة في الأسعار وثبات الأجور على أسعار عفى عليها الزمن ... ناهيك طبعاً عن الخصخصة والمعاش المبكر والفصل والتشريد الذي أدى الى زيادة فقر الأغلبية الفقيرة وتراكم الثروة في أيدي مجموعة محدودة للغاية تشكل الطبقة الحاكمة، تتحكم في الاقتصاد المصري وتسير به تبعاً لمصالحهم الطبقية الجشعة وليذهب الفقراء الى الجحيم.
أدى ذلك كما شرحنا الى أن الجامعة صارت تمتلئ بمن كانوا في الأمس القريب من الطبقة الوسطى وداستهم سياسات الليبرالية الجديدة الى خط الفقر .. ناهيك عن شبح البطالة الذي ينتظرهم عند باب التخرج شاهراً أنيابه ، والذي لا يرون أن النظام لديه أدنى نية لمواجهته؛ مما يعني أنهم سيتخرجون لينضموا الى ملايين الفقراء العاطلين في معاناتهم اليومية للحصول على لقمة العيش.
تضامُن هذه الفئة من المجتمع -الطلاب- مع العمال بشكل قوي ومباشر يعني أن الحركة عموماً قد اكتسبت جناحاً يموج بالنشاط بلا حدود، جناح يبدع أساليب جديدة دائماً للنضال ، جناح يرتبط عضوياً بالطبقة المطحونة في المجتمع ، جناح يجبر القوى السياسية كافة على التوحد خلف الحركة العمالية ... وهي خطوة كبيرة في اتجاه التغيير الجذري يستطيع الطلاب انجازها، فقط اذا التحموا بالنضال الاجتماعي وفي القلب منه النضال العمالي.
س: ما هو آخر أخبار النضالات العمالية في مصر؟ هل تم إخلاء سبيل العمال والشباب المعتقلين على خلفية الإضرابات والمظاهرات العمالية؟
*بالنسبة لأخبار النضالات العمالية سأترك لكم هنا بعض التقاريرعن الحركة العمالية خلال الأشهر الشتة الماضية وهي :
1- تقرير مؤسسة أولاد الأرض عن الأوضاع العمالية في النصف الأول من 2008
2- تقرير المرصد النقابي والعمالي المصري عن الاحتجاجات والاضرابات خلال شهر مايو 2008
3- تقرير مؤسسة أولاد الأرض عن الأوضاع العمالية في يونيو 2008
4- تقرير مؤسسة أولاد الأرض عن الأحوال العمالية خلال شهر يوليو 2008
يمكنكم اختصارهم في المعلومات الرئيسية
*أما بالنسبة للعمال والشباب المعتقلين على خلفية أحداث المحلة الكبرى فقد انتهى العدد الى 49 متهماً تم تحويلهم الى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بتهم ملفقة، وبدأت محاكمتهم بالفعل في التاسع من أغسطس وتم تأجيل الجلسة الى الأول من سبتمبر.
- للمزيد من التفاصيل يمكنكم قراءة أمر الإحالة الى المحكمة على الرابط التالي
http://docs.google.com/Doc?id=ddjfqj4z_15n3d7fcd
- لمتابعة القضية وللتضامن مع المحالين الى المحكمة زوروا مدونة أبطال المحلة على الرابط التالي
http://www.abtalelmahalla.blogspot.com
خصوصاً وأن النظام يحاول أن يضرب بهم المثل بأن يصدر عليهم أحكاماً ثقيلة قد تصل الى عشرة سنوات سجن وغرامات مالية مهولة؛ وذلك في محاولة من النظام لردع باقي قطاعات المحتجين اجتماعياً عملاً بالمثل المصري "اضرب المربوط يخاف السايب"
س: كان هناك شعار بين الشعارات التي تطلقونها في مظاهرة ابريل داخل الجامعة يقول:
صابر عامل من المحلة .... واحمد عامل من أسوان
جرجس عامل من أسيوط ... وسعيد عامل في حلوان
وبيشتغلوا اتناشر ساعة .... ويطبقوا في الشغل كمان
ويطلعوا انتاج مظبوط ... يتصدر ويجيب ملايين
تدخل كرش صحاب المصنع
والعمال يقبضوا ملاليم
ما المقصود من ذكر أسماء قبطية واسماء عربية مسلمة في الشعار هل هناك رسالة معينة تودون إيصالها؟ ما هو تصوركم بصورة عامة حول الصراع المزعوم بين الاقباط والمسلمين في مصر؟ ما دور الحركات السياسية، الدينية خصوصاً في اذكاء نار هذا الصراع؟ ما هو تصوركم بصدد فرض الهويات المزيفة الدينية والقومية المختلفة على ابناء الطبقة العاملة؟
الرسالة المقصودة من هذا الشعار بالذات هي أنه لا فارق حقيقي بين العامل المسلم والعامل القبطي؛ فكلاهما يتم استغلاله ومص دمائه بواسطة نمط الانتاج الرأسمالي الذي يأخذ من العمال أقصى جهدهم، ولا يعطيهم الا ما يقيم صلبهم ليوم عمل جديد، وبذلك يراكم الثروة في جيوب أصحاب المصانع، ويزيد بؤس العمال مسلمين كانوا أومسيحيين.
أما بالنسبة للصراع بين المسلمين والأقباط فإنه عادة مايكون بين فقراء الجانبين وبتشجيع -وبتحريض أحياناً- أجهزة أمن النظام ... وإذا دققنا النظر وحاولنا معرفة المستفيدين من اشعال الفتنة الطائفية لما وجدنا غير النظام مستفيداّ؛ حيث تعمل الفتنة على تزييف وعي الفقراء وشغلهم في معارك فيما بينهم؛ مما يقف عائقاً أمام تراكم صراع طبقي يقوض النظام الاجتماعي الفاسد ويعمل على ازالة الفروق الطبقية.
هذا الصراع الطبقي هو الشبح الذي يرعب النظام؛ مما يجعل مواجهته للاحتجاجات ذات الطابع الطبقي الواضح شديدة العنف والقسوة، وما حدث في المحلة الكبرى أيام 6و7و8 ابريل من قتل للمدنيين برصاص الشرطة، واصابة واعتقال المئات من الأهالي والنشطاء في شتى أنحاء الجمهورية، وبعدها تلفيق قضايا لـ 49 من أهالي المحلة قد يواجهون فيها -إذا ما حكم عليهم بالإدانة- أحكاماً شديدة القسوة.... كل هذا يوضح مدى رعب النظام من الاحتجاجات ذات المضمون الاجتماعي والتي تزلزل النظام الطبقي الذي يضمن للسلطة استمرار استغلالها للجماهير.
الا أن تلك الفروق والهويات المزيفة (الدينية أو القومية أو الجنسية ...الخ) لن تتحطم الا على صخرة النضال المشترك لانتزاع مكاسب مشتركة في إطار الصراع الاجتماعي ... تماماً كما تحطمت الفروق بين الرجال والنساء في اضراب موظفي الضرائب العقارية فنام الموظفون رجالاً ونساءً على الرصيف لمدة 11 يوم أمام مجلس الوزراء في أنجح إضراب معاصر، وحصلوا على زيادة بنسبة 325% في الدخل لكل موظفي الضرائب العقارية ويناضلون الآن من أجل نقابتهم المستقلة.
س: لماذا نرى في بعض الإضرابات والمظاهرات العمالية والجماهيرية يظهر إخوان المسلمين كأنهم يقودون هذه التحركات؟ ما الذي يربط إخوان المسلمين والحركات الإسلامية اليمينية بالتحركات العمالية؟ هل السبب الغياب السياسي لليسار، أم لسياسات النظام دور في هذا؟
أنا لا أعلم من أين وصلتكم تلك المعلومة لكن في الواقع فإن الإخوان المسلمون قد تخلوا عن الدعوة لإضراب أبريل قبل موعده بليلتين فقط بحجة أن الدعوة للإضراب قد صدرت من جهات غير معروفة ولم يقم أحد بمناقشة أو حتى دعوة الإخوان للاضراب!!!
بالطبع فإن الحجة السابقة -والتي استخدموها لفترة للدفاع عن موقفهم الانتهازي- لم تساعد في تحسين صورتهم أمام الرأي العام بل أنها حتى لم تعد تقنع كوادر الجماعة من الشباب مثلاً : كتب عبد الرحمن رشوان صاحب مدونة شباب الاخوان يوم الجمعة 4 ابريل يتسائل "لماذا لا نشارك في اضراب 6 ابريل"؟ تجدون المقال على الرابط التالي http://ikhwanyouth.blogspot.com/2008/04/6.html
ولما وجدت القيادات أن تلك الحجة لا تجدي نفعاً ولا يُسمع لها صدى، انتقلت الى ترديد حجة أخرى وهي أن الإخوان لو كانوا شاركوا في الإضراب لتحملوا وحدهم تبعاته الأمنية، واتهموا الانتفاضة الشعبية في المحلة بأنها أعمال عنف وفوضى!!
وحين دعا بعض النشطاء على الانترنت الى تكرار تجربة 6 ابريل عن طريق اضراب آخر حددوا له موعدا في 4 مايو -يوم ميلاد مبارك-، طفت على السطح التناقضات بين القيادات البورجوازية للجماعة والكوادر الفقيرة بها، والتي تتطلع الى مواقف أكثر جذرية من مقاطعة الانتخابات المحلية! وأعلنت قيادات الاخوان المشاركة في اضراب الرابع من مايو -الذي فشل فشلاً ذريعاً حيث اعتمد على دعوات الانترنت ولم يكن هناك أي أساس عمالي للدعوة للإضراب بعكس اضراب ابريل الذي كان أول من دعا اليه هم عمال غزل المحلة-، ومع فشل اضراب مايو ظهرت انتهازية القيادات الاخوانية واضحة كالشمس. فمن ناحية رفضت القيادات المشاركة في اضراب ابريل صاحب القاعدة العمالية، ومن ناحية أخرى قررت المشاركة في اضراب مايو ذي القاعدة البورجوازية الصغيرة في موقف ليس له دلالة أوضح من أن تلك القيادات الاخوانية لديها نفس الرعب الموجود لدى السلطة من الاحتجاجات ذات الطابع الطبقي، التي قد تتطور وتخرج عن اطار سيطرة الجماعة وسقف مطالبها، الى طرح مطلب تغيير النظام الاجتماعي الطبقي، وهو ما يرعب تلك القيادات التي تريد الابقاء على تلك التناقضات الطبقية ولا تتطلع أبداً الى القضاء عليها لارتباط مصالحهم المباشرة بها.
يبقى أن نقول أنه على الرغم من الانتهازية الواضحة في مواقف الإخوان المسلمين خصوصاً في اضراب ابريل وما بعده فان اليسار -بانقساماته وحلقيته- لم يسهم بالقدر الكافي في الاشتباك بشكل عضوي وفعال في الاحتجاجات الأخيرة فحتى الآن لا تزال الجماهير تفاجئ اليسار بما لم يتوقعه من صمود وصلابة في مواجهة قوى البطش السلطوية مما يجعل اليسار والقوى السياسية عموماً تلهث خلف الجماهير وصراعها الاجتماعي وتحاول أن تكون على مستوى اللحظة الراهنة .
ولكي يكون لليسار دوراً حقيقياً يجب أن تتخلص فصائله ومنظماته من أمراض العصبوية والتشرذم ويشتبك بشكل مباشر بالقيادات الشعبية التي أفرزتها الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة ويحاول أن يخلق قطباً يسارياً قوياً ومتماسكاً حول مطالب المطحونين وفي القلب منهم الطبقة العاملة وخلق جذور حقيقية لهذا القطب في أماكن العمل والسكن والدراسة ... الخ، هذا اذا كان اليسار يريد أن يكون على قدر المسئولية التي يطرحها عليه التاريخ الآن .
س: لماذا انتم طلاب اشتراكيون؟ الم "تسقط الاشتراكية" كما يقولون؟
في البداية يجب أن نوضح أن الاشتراكية التي ندافع عنها ليست هى التجارب التى أدعت انها اشتراكية مثل الاتحاد السوفيتى ودول اوربا الشرقيه و مصر فى العهد الناصرى فهذه كانت أنظمه مستبده ديكتاتوريه، عانى فيها الناس مثلما كانوا يعانون قبلها وبعدها ايضا، وحين سقطت شيعتها الجماهير المضطهَدة باللعنات أو في أفضل الحالات تم تصفية المكاسب المحدودة التي حصل عليها الفقراء من تلك الأنظمة في السنوات اللاحقة على سقوطها.
فالاشتراكيه التى نقصدها هى الافكار والممارسات التى تدعو الى، وتعمل على، ان تكون الجماهير المطحونه و المضطهَده - وهم الاغلبيه- هم المسيطرين " فعلا " على كل الامور فى بلادهم، وأن يديروا شئونهم بأنفسهم فى المدن و الاحياء و المصانع و اماكن العمل، وأن تدار مصالح الناس بشكل جماعى لصالح الاغلبيه وليس لصالح الاقليه التى تحكم.
الاشتراكية التي ندافع عنها تهدف الى توزيع الثروه التى ينتجها المجتمع بشكل عادل على الجميع طالما ان الكل يشارك فى انتاجها، أن يكون التعليم و الصحه و الحق فى العمل و الحق فى سكن آدمى متوفر للجميع، وأن تدار عمليه الانتاج بهدف تلبيه و اشباع احتياجات المجتمع، كما تهدف الى المساواه اجتماعياً و اقتصادياً و سياسياً، حينها يكون الكل سواء؛ فلا فرق بين دين او جنس او عرق او آخر، فهذه هى الديمقراطيه الحقيقيه.
تلك هى الاشتراكيه التى نتبناها و ندافع عنها ولا نرى أنها سقطت على الإطلاق فالاشتراكية بالنسبة لنا ليست أفكاراً قديمة لانها حيه طالما بقى فى الدنيا ظلم واستبداد واستغلال.
س: هل هناك من كلمات تودون توجيهها إلى عمال و شباب كردستان؟
للأسف فإن المعلومات المتاحة لدينا عن كردستان محدودة وشحيحة للغاية؛ فبالرغم من المتابعة المستمرة لأحوال العراق فإن غالبية ما كُتب كان يتناول المقاومة والاحتلال عموماً ،مما لا يعطينا الفرصة لمعرفة تفاصيل الوضع في كردستان، الأمر الذي يجعل من الصعوبة تكوين وجهة نظر واقعية حول الأوضاع..... وبدورنا ندعوكم للكتابة الينا لتوضيح الصورة أكثر عن كردستان وما يجري فيها
في النهاية نتمنى أن يستمر تواصلنا
2 التعليقات:
اهو دا عيبة
يا شباب المفروض انكوا تعرفوا مين اللى بيعمل الحوار معاكوا
والاهم انهم مش يكونوا من اتباع البرزانى والطالبانى
ويا سلام لو كانوا تبع حزب العمال الكردستانى
لان دة هو الحزب الثورى بجد
لا هم تبع دول ولا هم تبع دول
اقرأ التعريف بالجريدة في بداية الحوار
تعريف بـ (جريدة التضامن العمالي) (هاوبشتي كريكاري) :
هي جريدة اشتراكية عمالية تصدر في كردستان العراق، ويرأس تحريرها أسطه حسين صالح البناء، و تسعى الجريدة التي تواترت على الصدور خلال السنوات الـ( 14) الاخيرة بصورة غير منتظمة إلى تطوير الوعي العمالي الاشتراكي بين العمال وأن تصبح جسراً للتواصل ومركزاً يحتشد حولها النشطاء العماليون بغض النظر عن توجهاتهم السياسية. الجريدة غير حزبية ولكن توجهاتها السياسية هي اشتراكية-عمالية.
Post a Comment